اعتقادي فيك

من رأسي تطل تنانين الردّة

لكأن عقيدتي فيك شابها تحريفا

أستمسك ما استطعت بوِرد الثبات

وأردد مما حفظت لأجلك آيات

وأتحصّن برُقية غرامك..

من مارد أضحى في الفرقة مخيفا

وأبتهل في فجر الوجع..

وأرتشف الماء المقدس لدرء الجزع

وأنشد من سقم حالي تخفيفا

فأنت كعبة عشقي..

حين أضلّني السراب

ورسول هيامي لم تزل..

برغم العذاب..

فهبني من لدنك لحيرتي أوتادا..

ولبقائي أسباب..

قبلما يستحيل اعتقادي فيك ارتيابا

وإيماني بك.. تجديفا

!!

سيد العاشقين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يا سيد العاشقين..
يا من تنحت أجساد النساء
على قافية رغباتك..
وتنقش مخطوط الفتنة
على صك غرامك..

وتُهندس من حمرة الليالي
قوس قزح محموم..
وتشيّد فوق قِبب الشغف
نُصب غزواتك..
وتصنع من عطش العاشقات
أبعدية لنرجسيتك؛

يا أنت..
الموشوم على خصر الحواءات
تعويذة احتراق..
والموصوف في صحائف أبقراط
عقارا إغريقيا لعذرية الياسمين..
والمرقوم لدى فيثاغورث
شفرة طلسم اليرقات..
والمُدرج في ثورات جيفارا..
شارة اندلاع الشبق..
والكائن في فلسفة دريدا
مفككاً لبنيوية الحضارة
في مخدع الانصهار..

أليس غريبا..
أنني المعجونة أنثى..
نسيت معك..
أني امرأة ؟؟

 

رجل جداً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سيدي
أيها الرجل .. جدا

استثنائي الرجولة أنت
بكافة أبجدياتي

تستفز أنوثتي عن آخرها
في كافة إحداثياتي
تكشف زيف تحضّري
وترديني امرأة همجية
أسيرة بدائياتي
تحفّز جنون تلافيفي
تثير صخب تجاويفي
تلهب جلدي كالجمر
وتذيب في كأس الخمر
جليد أجزائي
وصقيع منحنياتي
!!

سيدي
أيها الرجل .. جدا

الكائن دوماً على نصف مسافة
الثابت على مرمى النظر
القريب حد اشتعالي
حد احتلالي
حد العربدة فيّا والسفر
والبعيد فوق احتمالي
فوق اعتلالي
مبتدع قانون جاذبية أفقية
كشفت أنا سرّه ..
وتكتمت الخبر

هلا وضعت على أعتابك
علامات ..
تنويهات ..
إشارات خطر
فالاقتراب منك مجازفة كبرى
والسقوط في أشراكك
أمر مفروغ منه
برغم الحذر

حضورك
خلل في الخارطة الكونية
يعيد تشكيل الغرائز
عبث أسطوري
أمر مقضي
حتمي
كالقضاء والقدر
!!

سيدي
أيها الرجل .. جداً

كل ما فيك يتحدث
ليقيم مع كل ما فيّا
حوار
تشرد مني لغات أجهلها
تتسرب في رموز
في إشارات .. اختصارات
في نظرات .. إيماءات
رعدات تنفلت تلقائية
تخبر عمّا يحل بي
من انشقاق
من انهيار

يغويني ثباتك يا رجل
سكونك حالة احترافية
صمتك معزوفة خرافية
وحديثك حدث جلل
تتمركز قلب المجرة
عن استحقاق
عن اقتدار

أذهب عنك حد استطاعتي
أتغافلك حد استطاعتي
فتسخر من حمقي واعتدادي
وتصوغ محترفاُ من عنادي
قصيدة عبثية
وقصة أطفال هزلية
تضع مخروط المهرج
فوق رأس ذاك القرار
وترميني بنظرة عفوية
تضرم في الحشايا
ألفُ نار
!!

سيدي
أيها الرجل .. جداً

منذ زمن بعيد
لم ينفلت مثلك
إلى قلب الحكايا
تعج رواياتي
بأنصاف الذكور
وبقايا الحور
بأنثيات متكسرات
ذابلات
بعطش الصبايا

بالتعاويذ والأحجبة
وطقوس الاستحضار
ورائحة البخور
باستشراف الطالع
وضرب النرد
والنذور
بالأشباح والأطياف
بالخيالات
وأصفار الحوايا

سيدي
قبل لقائك
نسيت آخر مرة
ذكّرني فيها رجل
بجدوى المرايا
!!

إذا ما صار هوانا حقيقة

 

 

 

 

 

 

 

تعال نتخيّل
ماذا لو أنك يوماً أحببتني؟

حدثني عن لحظة البوح
صف لي حديث ذاتك قبل لقائي
سيناريو المفاجأة والوقع
مسرحية الأداء
السرد والاختصار
الإسهاب والاستثناء
والنظرة المصاحبة للكلمة
والبسمة المرتقِبة
خجلي ووجلي والانتشاء
فما أحسبك في بوحك تلقائي
وخبّرني عن ضمّة يدينا
واللثمة الأولى
لأنامل عطشى منذ أمد..
لهذا اللقاء
احكِ لي..
عن المفاجآت الخفية
وموسيقى الخلفية
وتقنية اللمسة
والنبرة
والنظرة
كي تُحدث كل تأثيراتك الخرافية
أعرفك يا حبيبي ..
جد انتقائي
!!

حدثني عن الهدية الأولى
قلب زهري مفضض؟
أم سوار يتدلى منه حرفان
فينسدل على معصمي رواء
يداوي وريد اللهفة
ويسد شق الحرمان؟
أم لعلّها قصيدة..
ترسم بدء دوزنة العشق الجديدة
فتقرّب من أذني الشفة
تهمس أهازيج الأبيات
وتقطر عسل المفردات
ونبراتك الشجية المترفة
فأذوب يا حبيبي..
وأرتجف
وتضم ارتجافي
بدفء بؤبؤيك
ونظرة من رحم الغرام..
وليدة
!!

حدّثني عن مكاننا المختلف..
فنخُط أول تاريخ
ونصف الفؤاد خاصتي
ونصف فؤادك المؤتلِف
والسهم والحرفين
وماذا عن القبلة الأولى المختلسة؟
والدهشة المستنكرة مني
ولمعة عيني توشي بأني
في انتظار أُخَر كثيرات
لثمات طيّبات حميمات
تهدهد لوعة القلب اللّهِف
وحول الخصر ..
أيلتف يا حبيبي ذراعك؟
وتشدني لجنبِك شيئاً فشيّا
أخطو بجوارك فوق سحبي
وكأني غافلة عمّا يعتمل فيّا
تبتسم ماكراً لعطشي
وتُنشيك..
لمسة نهدي المرتجف
!!

حدّثني عن أول خصام
أتراك يا حبيب عليّ تغار؟
تغضبك كثيراً أكمامي المكشوفة
وتنوراتي القِصار؟
يستفزك لون أحمر شفاهي
وتثور كثيراً..
حين أعتني بشفتي الممتلئة
وأشرع في البسمة والتباهي؟
أتراك تستنكر..
إذا ما حلا لي الجدال
وإذا ما استفضت في حديثي
وراقني استرسال..
ترمقني بنظرة أعرفها
فيتبدّل عنادي
وينهار اعتقادي
ويحدوني اختصار؟
أهرع لعينيك الغضبى
وبين ذراعيك أختفي
فمنك يا حبيبي الخوف
وإليك الفرار
!!

أقول لك..
تعال لا نتخيل
ماذا لو أنك يوماً أحببتني
فعشقك يا حبيبي أسطورة
وغرامي دنيا
فإذا ما صار هوانا حقيقة
فصرتَ حبيبي
وصرتُ الرفيقة
لأعدنا تعريف الخيال
وتأويل الرؤيا
!!

حرف الحشا

كنتُ أُطلقُ الحرفَ من الحشا

في مفرق النهار

يقصدُ مني السبيل إليك

يأتيك عنّي بالأخبار

يسردُ على قلبِك نبأ غرامي

يُسبر لحدسِك الأغوار

يُطلق في فضائك فسيفساء الولَه

يبوح في سمائك بالأسرار

قصيدة..

تُعضّد الوصل بالوصل

تزاوج الإبحار بالإبحار

:

:

ما كنتُ أعرف أني..

أُطلق الحرف من الحشا

ويضل إليك المسار

!!

ضد مجهول

لم أكف يوماً عن حرث الغرام

ونثر بذور الحُلم

وسُقيا مُعشّبة الانتظار

بماء الشبق

ومكثتُ أرقب تعاقب الفصول

أستشرف ميقات الحصاد

وأشيّد جسور الرؤيا..

أقواساً قزحية

فوق مروج التمنّي

وأسكب ترياق اليقين نهراً..

يُمعن غرس الميعاد

في تفاصيل الطالع

وهيّأت مساحات فردوسية

لحين تُزهر الأحلام..

لثمات

:

:

فمن أتى بعود الكِبريت

وكيف قيّدت القضية..

ضد مجهول؟!

 

 

..

كيف غَدَت غالبية لحظاتي معك.. لحظات هجينة؟!.. إما استيعاب ممتزج باستنكار؛ أو غضب نغّص الحنين اندلاعه؛ أو شبق قولَبَته السخرية؛ أو اقتراب شابَه كثير من غياب؛ أو تصديق عاثت فيه الريبة فجورا؛ وقطعاً.. صمت أفسد نسيجه الصخب؟!.. وكلما أمعنت محاولة التفنيد، كلما برز “دي.إن.إيه” انفعالي مشوّشاً.. والبصمة الجينية.. لكائن فضائي؟!

..

تثير غضبي الآلة الجامدة حين تصبح وحدها جسر الوصول إليك عبر رسالة نصية قصيرة.. ويستفحل الأمر حين يصبح الجسر أحادي الطرف.. وكأني أخط سطوراً لهلام.. أو أرسل معنى لشبح لا يجيد تفسير منطق البشر.. أو علّني أنفلت إلى عالمك الآخر باهتزاز مكتوم الإشارة.. يعلن عن حضوري بصمت.. وتجيب عنه بسكون.. لحين إشعار آخر !!

..

كيف استعصَت قصتي معك عن الحديث عنها ؟!.. كيف افتقرَت إلى كل عناصر الحداثة برغم السنين ؟!.. كيف برز ذاك الصِفر السخيف في مُحصّلة “الجديد”، فحلّ الصمت محلّ الثرثرة المتوقعة عن الثنائي المُحطّم كافة الأعراف، والمتسّق في سيمترية خاصة جداً لا يفهمها إلاه، برغم الفرقة التي راهن عليها كثيرون، أو الاقتراب الخاص جداً الموقن به كثيرون أُخَر ؟!.. أدهشني الثبات المكاني/الانفعالي بيننا برغم التغيّر الزمني، وتشاغلت متعمدة عن الدالة الصفرية المطلّة برأس خبيث، فكيف أغتال هذا الرِهان وذاك اليقين بعبارة مقتضبة بأن “لا جديد” ؟!!.. آثرتُ الصمت حِفظاً لماء القلب !! 

..

اعتدت الاستخفاف باللحظة.. وكنت أظن العمر يتسع لفرصة لانهائية من السعادة.. وأن الهِرم أكذوبة صنعها الحزانى.. وأن ضحكة القلب تطيل العمر ولا شك. كيف لم أقرأ في كتاب الحقيقة أن حزنين وجرحين يكفيان جداً لاستهلاك حياة ؟!.. وأن عشق مبتور الرأس يستنزف خفقات القلب إلى فراغ في نهاية الشريان المفتوح دوماً ؟!.. وأن المساحيق تغدو غبية حين نداري بها تجاعيد الروح وشقوق النفس ؟! .. وأن اغتنام اللحظة يبدو شديد الحمق حين العدّ في الوقت الضائع !!

Previous Older Entries